علي الجاسم – تفاصيل برس
نافذة الفوضى التي فُتحت على مصراعيها
في إعلان صادم، كشف الموساد أنه بات يمتلك أكثر من 2500 وثيقة وصورة ومتعلّق شخصي للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في ساحة المرجة بدمشق عام 1965.
وقع الاختراق وسط انفلات أمني ضرب العاصمة بعد «التحرير»، حين خلّفت الفوضى أبواب الأرشيف بلا حراسة.
عقب انهيار النظام السابق وهروب بشار الأسد، عانت دمشق شللاً مؤسسيًا: حواجز بلا قيادة، مقارّ استخبارات بلا حراسة، ومستودعات وثائق تُهمَل تحت رحمة المقتحمين.
بالنسبة للموساد، كانت تلك «ساعة الصفر» لاقتناص إرثٍ بحث عنه عقودًا.
خيط حكمت الهجري… حضور بلا دليل قاطع
شيخ الموحدين الدروز، حكمت الهجري، صرّح مرارًا: “نحن أوّل من وصل العاصمة دمشق”.
مصادر ميدانية تؤكد أنّ مقاتليه تمركزوا قرب منشآت أمنية يُرجَّح أن الأرشيف كان مخبَّأ فيها، والبعض يتحدث عن مقاتلين دروز إسرائيليين كانوا ضمن هؤلاء المقاتلين قبل أن يختفوا جميعهم ويتمركزوا في الجنوب.
قد يهمك: “بعملية سرّية داخل سوريا”.. الموساد يحصل على أرشيف الجاسوس الإسرائيلي كوهين (صور)
وبينما لا أدلة قطعية تُدين الرجل، تبقى هناك الكثير من الأسئلة التي تفتقر للأجوبة، لماذا دعمت إسرائيل الدروز في سوريا؟؟لماذا قدمت لهم إسناد جوي في المعارك الأخيرة ضد القوات الحكومية (صحنايا، جرمانا، السويداء)؟لماذا؟؟.
- الداخل المسروق، ماذا حملته الصناديق إلى تل أبيب؟
- تقارير تحقيق تفصِّل نشاط كوهين داخل أروقة الجيش السوري الستيني.
- ألبوم صور ومحاكمات يوثق لحظات لم تُنشر من قبل.
- أغراض شخصية (ساعة يد، دفتر أرقام، رسائل بخطه) تعيد رسم شبكة علاقاته.
- تسجيل وصِيّة بصوته قبل دقائق من المشنقة، يحمل قيمة رمزية وسياسية هائلة.
- جرس إنذار يتردّد في دمشق
تُظهِر العملية أن سوريا ما بعد سقوط النظام لا تزال مكشوفة الأرشيف أمام اللحظات الحرجة.
تضع الحكومة الحالية أمام امتحان جدّي لحماية ما تبقّى من ذاكرة الدولة.
قرينتان مفتوحتان وشبهة “المقابل المجهول”
إن تهريب أرشيف إيلي كوهين يبرهن أن أخطر ما يواجه دولة خارجة من صراع هو الفراغ الأمني الذي يحوّل وثائقها من رصيدٍ سيادي إلى غنيمة استخباراتية.
وحتى الآن لا وجود لدليلٍ قاطع يُدين حكمت الهجري، لكنّ ثلاث قرائن تُبقيه في قلب دائرة الشكّ:
1. تصريحه «نحن أوّل من وصل العاصمة»
2. غطاء جويّ بطابعٍ طائفي انفصالي
بعد سقوط النظام السابق تلقّت قوات الهجري إسنادًا جويًّا إسرائيليًّا في معارك صحنايا وجرمانا والسويداء ضد الحكومة الانتقالية الحالية.
3. “المقابل المجهول” مصادر ميدانية تشير إلى أن ذلك الدعم الجوي لم يكن بلا ثمن، إذ يُرجَّح أنه جاء «كردّ جميل»
الدرس الأهم: عندما تُترك ثغرة في أمن الدولة، فإن الثمن قد يكون فقدان ذاكرة الوطن وخضوعه لسرديات تكتب بأيدٍ غير وطنية، مستفيدًا من “المقابل غير المعلوم” الذي يمكّن من السيطرة على مفاصل الماضي والحاضر.