تفاصيل برس (خاص)
انقطاع المياه عن مخيمات شمال غربي سوريا يتوسع بشكل متسارع ملقياً بآثاره الكبيرة على قاطني مئات المخيمات العشوائية.
لم تستطع السيدة الخمسينية زاهية الحمود، التأقلم على الحياة في الخيمة القماشية رغم السكن بها منذ 6 سنوات ببردها القارس وحرها الشديد، وما زاد عليها الطين بلة تجفيف الدعم عن مخيمات النزوح في شمال غرب سوريا من قبل الأمم المتحدة.
وبدأت الحمود حديثها لتفاصيل برس: قائلة العيشة بها موت أحمر ساعات الليل الحر شديد، وفي النهار الحر أشد، وإذا أردنا تبريد أنفسنا، فالماء المتوفر ساخن جدا”.
وتسكن الحمود هذه الخيمة مع عائلتها المكونة من 4 أشخاص، بعد أن فقدت ولدها الأكبر بقصف لقوات النظام قبل النزوح من ريف معرة النعمان بريف إدلب الشرقي، ولم تستطع حتى الآن أن تتخلص من الخيمة التي لا تقيهم البرد القارس ولا الحر الشديد.
وتتأمل الحمود في العودة إلى ديارها التي هُجرت منها، وأن تتخلص من عيشة المخيم. وتضيف أن أكثر ما تعاني منه اليوم هو تأمين الماء بعد توقف الدعم عن مخيمهم، وهي بحاجة لشراء ألف لتر من الماء في كل 3 أيام، في حين يصل سعرها إلى 100 ليرة تركية، أي ما يقارب 3 دولار أميركي.
بدوره تحدث علي سعيد الوردان من سكان جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي والمهجر حالياً في مخيمات أطمة مخيم جبل شحشبو : نحن سكان مخيمات أطمة تفاجئنا من قرار وقف الدعم من الجهات الداعمة للقطاع الخدمي والصحي، علماً أن القطاع الاغاثي متوقف منذ سنتين، ولكن الأهم حالياً هو الخدمي الذي يشمل المياه والنظامة والصرف الصحي، متوقفة تماماً منذ حوالي شهر حيث يعاني جميع سكان مخيمات أطمة، البالغ عددها 110 مخيمات من انعدام مياه الشرب حيث ييلغ سعر خزان المياه حوالي 100 ليرة تركي اي مايعادل 30 الف سوري، فضلاً عن أكوام الفضلات والقمامة المرمية على كامل طرقات وداخل المخيمات ومداخلها، نتيجة توقف ورشات النظافه مما يؤدي إلى الأمراض والأوبئة.
وتسائل الوردان لماذا هؤلاء المهجرون مازالوا في الخيام ولم يرجعوا لقراههم؟
لأنها مدمرة بالكامل وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة أو بالأحرى لا يوجد خدمات حيث أغلب سكان المخيمات الذين لم يرجعوا هم من ارياف حماة وإدلب المدمرة.
في مكانٍ مجاور بالقرب من قرية عقربات حيث يعيش خالد العليوي ضمن مخيم يضم 250 عائلة أي ما يقارب 1500 نسمة، بينهم 30 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجميع هذه العوائل هُجّرت من ريف إدلب الشرقي وحلب وحماة.
حيث قال: إن تلك العائلات فقدت كل ما تملك وباتت أحوالها المادية ضيقة جداً، وزاد من ذلك قطع الدعم عن مخيمهم منذ نهاية عام 2024.
وأضاف أن أكثر ما يعاني منه السكان في المخيمات في ظل قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، هو تأمين الماء الذي تزيد الحاجة إليه، وخاصة للاغتسال وتبريد الأطفال وكبار السن الذين يُصابون بضربات الشمس أو الحمى والإسهال.
وناشد العليوي المنظمات الدولية والإقليمية الإنسانية والجمعيات الخيرية، لتوجيه الدعم لمخيمات النزوح في الشمال السوري التي يقطنها نحو مليوني نسمة، بعد توقف وتجفيف دعم توفير المياه والخبز والسلال الإغاثية عن مخيمه بشكل كامل.
وتتكرر معاناة السورين في خيام النزوح في كل عام مرتين، الأولى في فصل الشتاء حيث يعصف بهم البرد داخل الخيام بظل العجز عن تأمين التدفئة اللازمة لهم ولأطفالهم، والثانية في فصل الصيف حيث الحر الشديد.