تفاصيل برس (مقال رأي) – علي الجاسم
في إطار إحياء اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي يصادف 31 أيار/مايو من كل عام، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملتها لهذا العام تحت شعار “فضح زيف المغريات”، محذرة من الأساليب التي تنتهجها شركات التبغ لاستدراج المراهقين والشباب، خصوصًا الفتيات، إلى الإدمان من خلال منتجات مُلونة ومنهكة يتم الترويج لها كخيار “أكثر أمانًا”.
وأكدت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط، والذي يضم عددًا من الدول العربية، يشهد أعلى معدلات تعاطي التبغ بين المراهقين عالميًا، مشيرة إلى أن الأردن ولبنان ومصر تأتي ضمن قائمة الدول الأعلى في هذا السياق.
وبحسب رأي طبيب مختص في الأمراض الصدرية، فإن “النيكوتين الموجود في السجائر التقليدية والإلكترونية يسبب الإدمان خلال فترة قصيرة، ويؤثر مباشرة على نمو الدماغ لدى المراهقين، فضلًا عن مضاعفات تنفسية خطيرة قد تظهر مبكرًا”. وأضاف: “التدخين في سن صغيرة يزيد احتمالية الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة”.
ومن وجهة نظري الشخصية، كصحفي يتابع المشهد السوري عن قرب، فإن سوريا تعاني من تفاقم ظاهرة تدخين الأطفال والمراهقين، نتيجة الفلتان الرقابي وغياب حملات التوعية، إذ أصبح من المألوف رؤية أطفال بعمر 10 أو 11 عامًا وهم يدخنون علنًا دون تدخل من أي جهة معنية. هذا الانفلات لا يهدد فقط الصحة العامة، بل يؤشر على خلل خطير في دور المؤسسات التربوية والصحية.
ورغم جهود بعض الحكومات في فرض ضرائب على منتجات التبغ، ومنع الإعلانات، فإن شركات التبغ تستمر في استخدام أدوات تسويقية جذابة توهم المستهلكين بأنها أقل ضررًا، بينما تخفي خلفها آثارًا صحية ونفسية مدمرة.
وشددت منظمة الصحة العالمية في ختام بيانها على أن التدخين يظل السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الحل يبدأ من كشف التضليل الإعلامي والتجاري، والعمل على حماية الشباب عبر التثقيف والرقابة الصارمة.