إبراهيم مخلص الجهني – تفاصيل برس
مع دخول العام 2025، عادت أسواق النفط العالمية لتكون بؤرة تركيز كبرى في الأوساط الاقتصادية، في ظل تصاعد الديناميات الجيوسياسية، وتبدلات الطلب، والتوجهات الجديدة داخل تحالف أوبك+ الذي يشكل العمود الفقري للعرض العالمي من الخام.
إنتاج يرتفع وأسعار تتراجع
شهد الربع الأول من عام 2025 تثبيتاً حذراً للإنتاج من قبل “أوبك+”، في وقت كانت فيه الأسواق تراقب عن كثب تأثير التباطؤ الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى، إلا أن التغيير الأبرز أتى في الربع الثاني، حين قررت الدول الرئيسية في “أوبك+”، وعلى رأسها السعودية وروسيا، بدء رفع تدريجي للإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في أيار وحزيران، في إطار خطة إنهاء تدريجية لتخفيضات سابقة طوعية بلغت 2.2 مليون برميل يومياً منذ نهاية 2023.
هذه الزيادة، وعلى الرغم من كونها مدروسة، تزامنت مع انخفاض في أسعار خام برنت الذي تراجع إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل في أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، قبل أن يستعيد بعض الزخم ويستقر عند حدود 65 دولاراً أواخر أيار.
اجتماع حاسم وتحفظات داخلية
في اجتماع يعقد اليوم 31 أيار، رجحت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن يتوافق تحالف أوبك+ على زيادة إضافية في الإنتاج خلال شهر حزيران، قد تتجاوز الزيادة السابقة، غير أن الجدل لا يزال محتدماً في أروقة التحالف، خصوصاً بعد إعلان كازاخستان عدم التزامها بحصص الإنتاج، ما يعكس خلافات محتملة داخل المنظمة.
توقعات الأسعار
أظهر استطلاع أجرته “رويترز” هذا الشهر تراجعاً في توقعات أسعار النفط للمرة الثالثة على التوالي، إذ انخفض متوسط التقدير المستقبلي لسعر خام برنت إلى 66.98 دولاراً للبرميل لعام 2025، مقارنة بـ 68.98 دولاراً في أبريل، وهو ما يعكس مخاوف المستثمرين من وفرة محتملة في المعروض مقابل تباطؤ في الطلب، خاصة من الصين والهند.
موازنة صعبة
يرى مراقبون أن تحالف أوبك+ أمام خيار بالغ الحساسية: زيادة الإنتاج لدعم الدول الأعضاء مالياً، دون التسبب في انهيار الأسعار. في المقابل، فإن استمرار الضغوط العالمية، بما في ذلك النزاعات التجارية وارتفاع المخزونات الأمريكية، قد يعقد المهمة أكثر.
رغم عودة النشاط في السياسات النفطية، يبقى عام 2025 عاماً مليئاً بالتحديات والتحولات لقطاع الطاقة، فبينما تعمل أوبك+ على ضبط الإيقاع، فإن الأسواق تنتظر إشارات أكثر وضوحاً من صانعي القرار، وسط رهانات متضاربة بين الرغبة في الاستقرار المالي والطموح لكسب الحصة السوقية.


























































































