دانا برجاس – تفاصيل برس
تعمل الحكومة السورية على تنفيذ مشروع استراتيجي ضخم لتحسين قطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية في البلاد، من خلال إطلاق مبادرة “سيبلك لينك – SilkLink”، والتي تهدف إلى تحويل سوريا إلى نقطة محورية على خارطة الاتصالات الإقليمية والدولية.
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، فإن المشروع يحظى باهتمام متزايد من شركات الاتصالات الكبرى في الخليج، حيث تجري دمشق محادثات متقدمة مع شركات مثل “زين” الكويتية، “الاتصالات السعودية – STC”، “أوريدو” القطرية، و”اتصالات” الإماراتية، لبحث سبل التعاون الفني والاستثماري في تنفيذ المشروع.
سوريا على طريق التحول الرقمي
تقدر قيمة مشروع “سيبلك لينك” بنحو 300 مليون دولار، ويستهدف بناء شبكة ألياف ضوئية متقدمة بسرعة تصل إلى 100 تيرابت في الثانية، ما من شأنه تحسين جودة الإنترنت والخدمات الرقمية في البلاد، وفتح آفاق جديدة أمام التحول الرقمي والاقتصاد المعرفي.
وسيمتد المشروع على مسافة 4,500 كيلومتر، ليغطي المدن السورية الكبرى مثل دمشق، حلب، تدمر والمنطقة الشرقية والجنوبية، مع ربط بحري عبر ميناء طرطوس، وإنشاء مسارات اتصال إقليمية مع العراق، لبنان، الأردن، وتركيا، مما يضع سوريا على خارطة الممرات الرقمية العالمية الرابطة بين أوروبا وآسيا.
خطوة ما بعد تخفيف العقوبات
وتأتي هذه الخطوة الطموحة عقب تقارير تفيد بتخفيف بعض القيود والعقوبات الأميركية على سوريا في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما أتاح فرصاً استثمارية جديدة وجذب اهتمام الشركات الدولية، خصوصاً في قطاع البنية التحتية والاتصالات.
شركاء محتملون في العالم الرقمي
• زين (Zain Group): شركة اتصالات كويتية تأسست عام 1983، تُعد من الرواد في تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتدير عملياتها في عدة دول بينها السعودية، العراق، السودان، والأردن.
• الاتصالات السعودية (STC): أكبر مشغل اتصالات في المملكة العربية السعودية، تأسست عام 1998، وتلعب دوراً قيادياً في تطوير شبكات الجيل الخامس (5G) والبنية الرقمية على مستوى الإقليم.
• أوريدو (Ooredoo): شركة اتصالات قطرية تعمل في أكثر من 10 دول، وتقدم خدمات متطورة تشمل الهاتف المحمول والإنترنت والخدمات السحابية، مع استثمارات كبيرة في شبكات الألياف الضوئية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
• اتصالات (e& – Etisalat): شركة إماراتية تأسست عام 1976، تُعتبر من بين أكبر شركات الاتصالات في العالم من حيث القيمة السوقية، وقد لعبت دوراً محورياً في تطوير البنية الرقمية في الإمارات وعدد من الأسواق الناشئة.
التحديات مستمرة
ورغم هذا الحراك الطموح، لا تزال سوريا تواجه تحديات حادة في قطاع الاتصالات، إذ تُعد من بين الدول التي تعاني من أسوأ خدمات الإنترنت على مستوى العالم، نتيجة دمار البنية التحتية خلال سنوات الحرب ونقص الاستثمارات.
لكن مع تنفيذ مشروع “سيبلك لينك” والدخول المحتمل لشركات إقليمية قوية، يأمل مراقبون أن يشكّل هذا التحول الرقمي بوابة جديدة لسوريا نحو الاستقرار الاقتصادي والتكامل التكنولوجي مع محيطها العربي والدولي.