دانا برجاس – تفاصيل برس
وسط مؤشرات خجولة على تحركات اقتصادية جديدة في سوريا، كشف حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، عن تطورات لافتة على صعيد العمل المصرفي والعلاقات المالية الخارجية، قد تمهّد الطريق لمرحلة مختلفة من التعافي الاقتصادي.
وقال حصرية، في تصريحات صحفية، إن “البنوك السورية، إلى جانب البنك المركزي، أصبحت مزوّدة برموز “سويفت”، النظام العالمي الذي يُستخدم لتحويل الأموال بين البنوك حول العالم”.
وأضاف، بأن الكرة الآن في ملعب البنوك السورية التي عليها أن تعيد تفعيل قدرتها على معالجة التحويلات الخارجية، وهي خطوة يرى فيها كثيرون مؤشراً على نية الانفتاح وتخفيف العزلة المالية.
واعتبر حصرية، أن عودة العمل بـ”سويفت” قد تسهم بشكل مباشر في تشجيع حركة التجارة الخارجية، وتخفيف الأعباء على المستوردين، وتسهيل تصدير المنتجات السورية، مشيراً إلى أن هذا التطور ليس معزولاً عن مسار أوسع من الإصلاحات المالية.
وفي حديثه عن مستقبل السياسة النقدية، كشف أن المصرف المركزي أعد خارطة طريق تهدف إلى إعادة هيكلة النظام المالي، في محاولة جادة لإعادة بناء اقتصاد أنهكته الحرب، والانقسامات، والعقوبات.
قد يهمك: ترامب يستعد لتوقيع أمر تنفيذي يخص إزالة العقوبات عن سوريا
“نحن لا نبحث فقط عن حلول آنية، بل نعمل على إصلاح عميق يطال جوهر النظام المالي”، يقول حصرية، موضحاً أن التوجه اليوم هو نحو إلغاء الكثير من القيود التنظيمية القديمة، وتمكين البنوك من لعب دور الوسيط المالي الطبيعي بين الأفراد والشركات، وهو الدور الذي تراجع بشدة في السنوات الماضية.
لكن الحاكم لم يُخفِ انتقاده لبعض الإجراءات الدولية، واصفاً ما حدث حتى الآن بأنه “مجرد تراخيص جزئية ورفع انتقائي للعقوبات”، مؤكداً أن أي خطوات فعالة يجب أن تكون شاملة، ومدروسة، وغير خاضعة للانتقائية أو المزاج السياسي.
في حديثه عن المستقبل، أعرب عن أمله في أن تبدأ البلاد باستقطاب استثمارات أجنبية مجدية، وتخطي الحواجز التي تعيق التجارة، بالتوازي مع خطوات تهدف إلى استقرار سعر العملة المحلية وإعادة ترميم القطاع المصرفي.
وختم حصرية حديثه بنبرة من التفاؤل قائلاً: “نسعى لتقديم سوريا كوجهة مالية موثوقة في المستقبل، خاصة في ظل ما نتوقعه من استثمارات كبيرة في مجال الإعمار والبنية التحتية… وهذه مرحلة لا مجال فيها للارتجال”.