هيئة التحرير – تفاصيل برس
تشهد سوريا اليوم موجة غضب شعبي جارفة، بعد الإفراج المفاجئ عن مجموعة من المعتقلين، ليسوا ضحايا تعسف أو قضايا رأي، بل مجرمو حرب ومرتكبو فظائع بحق المدنيين، وثّقت صفحاتهم الشخصية بعضًا منها بفخر واستعلاء.
لم تمر الحادثة بصمت. الشارع السوري ضجّ بالأسئلة والاستنكار: بأي حق خرج هؤلاء؟ ومن أتاح لهم الحرية؟
الجواب جاء أكثر صدمة من الحدث نفسه: الوسيط والمُشرف على إطلاق سراحهم ليس شخصية اجتماعية أو دينية، بل أحد كبار المتورطين في الجرائم ذاتها – قائد الدفاع الوطني السابق، فادي صقر، المتهم بإشرافه على عمليات تعذيب وقتل بين 2015 و2017، والذي يشغل اليوم منصب رئيس لجنة “السلم الأهلي” في الحكومة الجديدة.
في وجه هذه المهزلة، تعالت أصوات السوريين من قلب الخيام والمخيمات، من ذاكرة المجازر والمقابر الجماعية:
“نحن أبناء الحرب والثورة، والحزن صار فينا عادة، لكن أن يُصبح العفو عن القتلة سياسة رسمية، فسنُقيم المشانق بأيدينا، لا مصالحة مع الدم، ولا غفران بلا حساب.”
نحن في تفاصيل برس لا نغطي الخبر فقط، بل نقف مع الحقيقة بلا مواربة:
لا عدالة بلا محاسبة، ولا مستقبل مع القتلة.
مكان فادي صقر ومن على شاكلته هو السجن، لا منصات السياسة، ولا لجان المصالحة.
ما لم تتحقق العدالة، فإن كل ما يُبنى على العفو عن مجرمي الحرب، هو بيت فوق جثة وطن.