وكالات – تفاصيل برس
في 7 يونيو/ حزيران 2025، أعلنت الحكومة السورية إغلاق مخيم الركبان، بعد عودة آخر النازحين، منهية فصلاً من المعاناة استمر نحو 10 سنوات، تم إغلاق مخيم الركبان الصحراوي الذي يقطنه قرابة 10 آلاف نازح، بينهم نساء وأطفال، وذلك بعد عودة جميع العائلات التي كانت تقيم فيه إلى مناطقها.
وأعلن وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، مؤكدا بذلك انتهاء “أقسى المآسي الإنسانية” التي عاناها النازحون فيه.
جاء ذلك وفق منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، قال فيه: “إغلاق مخيم الركبان يمثل نهاية لواحدة من أقسى المآسي الإنسانية التي واجهها أهلنا النازحون”.
وأضاف: “نأمل أن تشكل هذه الخطوة بداية لمسار ينهي معاناة بقية المخيمات، ويعيد أهلها إلى ديارهم بكرامة وأمان”.
وأرفق الصالح منشوره بعدد من الصور التي تظهر خلو المخيم من النازحين السوريين.
وخلال الشهور الستة الماضية وبعد عودة النازحين، تم إغلاق عدد من المخيمات الصغيرة في الشمال السوري على الحدود السورية التركية من أصل 1400 مخيم، ولكن مخيم الركبان الصحراوي هو من بين أسوأ المخيمات على الإطلاق تم إغلاقه حتى الآن بعد عودة النازحين فيه منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
في قلب الصحراء القاحلة على الحدود السورية الأردنية، أطل مخيم الركبان شاهداً على واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً منذ اندلاع الثورة السورية، تأسس المخيم كنقطة لجوء مؤقتة، لكنه تحول إلى فخ دائم لأكثر من 40 ألف لاجئ، غالبيتهم من النساء والأطفال، وخاصةً من محافظات دير الزور والرقة وحمص، بعد أن أغلقت الأردن حدودها عام 2016 مُحتَجّةً بوصول أعداد اللاجئين إلى 1.4 مليون، ووجود “خلايا نائمة” لتنظيم داعش بين النازحين.
اتهمت تقارير الأمم المتحدة بـ”دفع النازحين للعودة رغم عدم أمان المناطق”، بعيد فتح نظام الأسد لممرات زعم أنها إنسانية، منذ عام 2018.
في 6 أبريل/ نيسان2022 كشف المرصد الأورومتوسطي في تقرير نشره عن شبهات انخراط الأمم المتحدة في جهود ما يسمى دعم المغادرة الطوعية لأهالي الركبان، التي دعت النازحين للعودة إلى مناطق سكنهم ضمن المناطق التابعة لنظام الأسد رغم أن لجان التحقيق أكدت أن البلاد غير صالحة لعودة اللاجئين الآمنة والكريمة، علاوة على ذلك تضمنت وثيقة دعم المغادرة الطوعية لأهالي الركبان بشكل صريح تنصلًا من توفير الحماية والدعم للنازحين العائدين إلى مناطق نظام الأسد.
الهجمات والإجراءات الأمنية
في فجر 21 حزيران 2016 بحسب الجيش الأردني، عبرت سيارة إلى منطقة الركبان من الأراضي السورية وتمكنت من الوصول إلى موقع للجيش الأردني مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية علىاللاجئين، انفجرت السيارة مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 14 جنديًا أردنيًا.
قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في مؤتمر صحفي: لسنا بحاجة إلى هجوم إرهابي شنيع مثل هذا الهجوم لنثبت للعالم شرعية مخاوفنا الأمنية. وأضاف: لن نعرض حياة جنودنا وبلدنا للخطر لأن هذه ليست مشكلة الأردن وحده، إنها مسؤولية دولية، لقد قدم الأردن للاجئين ما لم يقدّمه أي بلد آخر.
وأعلن الأردن بعد ذلك إغلاق حدوده الشمالية والشرقية وجعلها مناطق عسكرية، وشدد على أن قوات حرس الحدود لن تتسامح مع أي حركاتغير منسّقة تقترب من حدود الأردن، وأن القوة ستستخدم ضدها بشكل حاسم.
وفي ديسمبر\كانون الأول 2016 استهداف مستودع مساعدات ما أدى لوقوع قتيلان و15 جريحًا، وفي يناير/ كانون الثاني2017 حصل انفجارثالث (4 قتلى سوريون)، وفي مايو/ أيار 2017 حصل تفجير سوق المخيم راج ضحيته 4 ضحايا.
على الرغم من ذلك واصلت منظمة هيومن رايتس ووتش إدانة الأردن، بسبب تدهور ظروف الحياة فيالركبان بعد توقف المساعدات الإنسانية بسبب مخاوف من المزيد من الهجمات الإرهابية ضد الجيش الأردني ووكالات المساعدة الإنسانية الدولي.
الوضع الإنساني.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قدرت اليونيسف أن 45000 شخص يعيشون في المخيم، التقديرات الأخرى هي 50.000 أو 70.000.
أفادت اليونيسف أن رضيعين توفيا في المخيم في أوائل أكتوبر. ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وأبلغتمنظمة غير حكومية محلية عن وفاة 14 مدنيًا في المخيم بين أواخر سبتمبر/ ايلول و 10 اكتوبر/ تشرين الأول.
في يناير/ كانون الثاني 2019، توفّي ثمانية أطفال في مخيم الركبان بسبب الطقس البارد وعدم كفاية الرعاية الطبية، حيث يقدر إجمالي عدد اللاجئين في المخيم بـ 45000، 80٪ منهم نساء وأطفال. تسلم مخيم الركبان أول مساعدة له منذ 3 أشهر في 7 فبراير 2019 عندما وصلت الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري إلى المخيم وزوّدته بـ 118 شاحنةمحملة بالإمدادات الغذائية والأدوية الأساسية والمواد التعليمية ومستلزمات الأطفال.
وصل عمال الإغاثة ليلة 6 شباط وكان من المتوقع أن تمضي قافلة المساعدةأسبوعًا في توزيع المواد على سكان.
وخلال زيارة تاريخية لمخيمات الأردن سبتمبر/ ايلول 2016، دعت النجمة أنجلينا جولي المجتمع الدولي إلى “تحمل المسؤولية”، محذرة من أن الأردن “وصل إلى حدّطاقته”، لكن الأمم المتحدة لم تتدخل إلا فبراير 2019 بإرسال 118 شاحنة إغاثة،بعد 3 أشهر من الحصار.