بارعة جمعة – تفاصيل برس
خطوات متسارعة حملت من خلالها محادثات الجانبين الأمريكي والصيني الكثير من التفاؤل بانتهاء الصراع التجاري بينهما، يصفها المراقبون بالمفيدة لجهة تطويع السياسة لخدمة الاقتصاد وتوجيه البوصلة العالمية نحو الشرق، باعتباره شريكاً استراتيجياً وحليفاً اقتصادياً لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاهله.
ومع انطلاقة جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين، بهدف تسوية النزاع التجاري المستمر بينهما، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بأن وفداً أمريكياً رفيع المستوى سيلتقي بممثلين صينيين، عقب محادثة وصفها ترامب “بالإيجابية للغاية” مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الاسبوع الماضي، تقول المؤشرات بأن الاتجاه الاقتصادي العالمي بات أكثر مواءمة للتغييرات على مستوى العالم ككل.
الصين.. خطوة للأمام
أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” بأن الرئيس الصيني أبلغ ترامب هاتفياً – وهي المكالمة الأولى التي يجريها الزعيمان منذ بداية الحرب التجارية في فبراير/شباط – بضرورة إعادة النظر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في الإجراءات السلبية المتخذة تجاه الصين.
وتأتي هذه الخطوة من قبل الصين، بعد إعلان ترامب في وقت سابق عن فرض رسوم جمركية شاملة على واردات عدة دول، كانت الصين الاكثر تضرراً بينها، لتأتي المعاملة بالمثل من قبل “بكين”، ما أدى إلى فرض زيادات مماثلة بلغت ذروتها 145٪ آنذاك.
هدنة مؤقتة
أسفرت المحادثات التي جرت في سويسرا في مايو/أيار الماضي عن إعادة ضبط شاملة لعملية النزاع التجارية، تلاها تخفيض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية بنسبة 30٪، مع تخفيف الصين الرسوم على الواردات الأمريكية بنسبة 10٪ وتعهدها برفع الحواجز أمام صادرات المعادن الحيوية.
منح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار الماضي الطرفين مهلة 90 يوماً لمحاولة إبرام اتفاق تجاري، فيما أظهرت البيانات الأخيرة التي نشرتها بكين يوم الاثنين ان صادرات الصين في الشهر نفسه كانت أدنى من توقعات المحللين، بالرغم من الهدنة المعلنة.
انتهاك الاتفاقيات وتبادل الاتهامات
تخلل الهدنة بين الجانبين العديد من الانتهاكات المسجلة من قبل الطرفين، ما أنشأ توتراً ملحوظاً بعد اتهام الرئيس الامريكي بكين بالانتهاك الكامل للاتفاق المبرم بين البلدين، وعدم استئناف شحنات المعادن الحيوية ومغناطيسيات العناصر الأرضية النادرة، التي تعد ضرورية لصناعات السيارات والحواسيب، لترد الصين بعد أيام قليلة باتهام أخر لواشنطن بانتهاك جسيم للاتفاق.
وفي تطور ملفت، أعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم السبت موافقتها على عدد من طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة، دون تحديد الدول التي سيتم التصدير إليها.
وفي تعليق منه على هذا التحول، قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، لشبكة “سي بي إس نيوز” يوم الأحد إن “صادرات المعادن الأساسية بدأت تتدفق بمعدل أعلى من السابق، لكنها لا تزال دون المستوى الذي نعتقد أننا اتفقنا عليه في جنيف”.