بلال الخلف – تفاصيل برس
كشفت صحيفة “أكسيوس” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدى رغبة جادة في فتح باب التفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، طالباً من الولايات المتحدة لعب دور الوسيط في هذه المفاوضات.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو أبلغ المبعوث الأميركي توم برّاك خلال لقائهما الأسبوع الماضي أنه يسعى لاستغلال الزخم السياسي الذي أحدثه لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع، للدفع نحو مفاوضات أمنية وسياسية بين الجانبين.
تواصل مباشر وتمهيد غير معلن
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الاتصالات بين إسرائيل والحكومة السورية بدأت بشكل غير مباشر عبر وسطاء، قبل أن تنتقل إلى لقاءات سرية مباشرة في دول ثالثة.
وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين أن أحمد الشرع، الذي يُنظر إليه على أنه أكثر اعتدالاً من توقعات تل أبيب، لا يتلقى أوامره من أنقرة، وهو ما اعتبرته إسرائيل مؤشراً إيجابياً لبدء حوار سياسي.
اتفاق أمني محدث وسلام شامل
وأكد أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن الهدف الأساسي من هذه المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق أمني محدث مبني على اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، مع إدخال تعديلات جديدة، على أن تتوج العملية باتفاق سلام شامل بين البلدين.
كما تسعى إسرائيل، بحسب المسؤول ذاته، إلى ضم قوات أميركية إلى القوة الأممية التي كانت تنتشر سابقاً في مناطق الحدود.
تغييرات استراتيجية في سوريا
ورأى المسؤولون أن الظروف الإقليمية المتغيرة، وعلى رأسها انسحاب إيران وحزب الله من سوريا، تشكّل فرصة استراتيجية لتحقيق اختراق دبلوماسي. وقال مسؤول أميركي مطّلع إن إسرائيل قدمت لبرّاك شروطها الأساسية لأي اتفاق، وهي عدم السماح بوجود قواعد عسكرية تركية، وضمان عدم عودة إيران أو حزب الله، إضافة إلى نزع سلاح الجنوب السوري.
موقف دمشق من الجولان
في السياق ذاته، أشار تقرير “أكسيوس” إلى أن مرتفعات الجولان تظل واحدة من أعقد القضايا المطروحة، والتي ستشكل عقبة محتملة أمام أي اتفاق سلام مستقبلي. ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الحكومة السورية الجديدة قد تتعامل مع هذا الملف بمرونة أكبر من نظام الأسد، دون التنازل عنه كلياً.
تطبيع محتمل
وختم أحد المسؤولين الإسرائيليين بالقول إن نتنياهو يرى في رغبة القيادة السورية الجديدة ببناء علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والسعودية فرصة سانحة للتقارب، مؤكداً أن إسرائيل تسعى للتحرك سريعاً نحو تطبيع العلاقات مع دمشق في أقرب وقت ممكن.