إبراهيم مخلص الجهني – تفاصيل برس
لم تكد أصداء الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت عسكرية إيرانية تبدأ، حتى ارتد صدى المواجهة سريعاً إلى الأسواق الأوروبية، ومنها إلى محطات الوقود في ألمانيا.
ومع أن الجغرافيا تفصل بين الخليج والراين آلاف الكيلومترات، فإن خيوط أسواق الطاقة تُثبت مجدداً أنها لا تعترف بالحدود، فجر يوم أمس، ارتفعت أسعار البنزين والديزل في عموم ألمانيا إلى مستويات لافتة، في استجابة مباشرة لتقلبات سوق النفط العالمية بعد التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، والذي جدد المخاوف من تعطل إمدادات الطاقة العالمية أو توسع رقعة النزاع.
5 سنتات في 24 ساعة
بحسب نادي السيارات الألماني (ADAC)، بلغ متوسط سعر لتر البنزين 1.70 يورو (1.96 دولار)، مسجلاً ارتفاعاً بمقدار 5 سنتات مقارنة بسعر الجمعة الماضية، أما سعر لتر الديزل فقد ارتفع بمقدار 6 سنتات ليصل إلى 1.630 يورو.
هذه الزيادة المفاجئة تأتي بعدما كان سعر الوقود يوم الخميس أقل، وهو ما يعكس تسارعاً في التفاعل السعري للسوق خلال أقل من 48 ساعة، ووفقاً لنادي السيارات، فإن هذه الأرقام تم رصدها في ذروة الصباح، وهي الفترة التي غالباً ما تسجل فيها الأسعار الأعلى، مما يعني أن المتوسط اليومي قد يكون أقل بدرجة طفيفة.
سوق النفط تشتعل
جاء الارتفاع المحلي في الأسعار مدفوعا أساساً بالتحركات العالمية في سوق النفط الخام، فبعد ساعات من الهجمات، ارتفع سعر برميل خام برنت إلى 74.04 دولار مساء الجمعة، مسجلاً زيادة قدرها 4.68 دولار عن اليوم السابق، وبلغ خلال جلسة التداول ذروته عند 78.50 دولار – وهو أعلى سعر منذ كانون الأول الماضي.
ويجمع محللو الطاقة على أن تصعيد التوتر في الخليج يثير مخاوف متكررة من تعطّل محتمل للإنتاج أو النقل النفطي الإيراني، خاصة إذا طالت المواجهة منشآت التصدير أو مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
هل هي موجة مؤقتة؟
وفي تعليقه على الوضع الحالي، بين نادي السيارات الألماني إن هذه الزيادة مرجحة للاستمرار، لكن ينبغي الحذر من تضخيم أثرها، مضيفاً أن “تضخيم الخطر قد يمنح بعض الشركات مبررات إضافية لرفع الأسعار دون أساس فعلي، وهذا التصريح يسلط الضوء على حساسيات السوق الألمانية، حيث يراقب الرأي العام والشركات التغيّرات السعرية بدقة، وسط مخاوف دائمة من تمرير زيادات لا تستند إلى أساس اقتصادي متين، بل إلى توقعات أو مخاوف مبالغ بها.
إن تصعيد الشرق الأوسط يعيد التذكير بأن أسواق الطاقة هي الضحية الأولى للصراعات الجيوسياسية، وأن المواطن العادي – سواء كان في طهران أو ميونيخ – هو أول من يدفع الثمن عند مضخة الوقود، وبينما تترقب الأسواق ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستتكرر أو تتسع، فإن أسعار الوقود ستظل رهينة لهذا الترقب.


























































































