بارعة جمعة – تفاصيل برس
عقدت يوم أمس جلسة تقييم عاجلة لوضع قطاع الطاقة في إسرائيل برئاسة وزير الطاقة الإسرائيلي “إيلي كوهين” والمدير العام للوزارة “يوسي ديان”، تبعها توقعات بإعلان حالة طوارئ في قطاع الغاز الطبيعي.
كما أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية عن إغلاق مؤقت لكل من حقلي “لفياثان وكاريش” البحريين، وسط مخاوف من تصاعد الاستهدافات من قبل الصواريخ الإيرانية لهما.
في مشهد يؤكد المخاطر التي تواجه الاقتصاد الإسرائيلي إثر المواجهات المستمرة بين إسرائيل وإيران وما خلفته من خسائر كبيرة لدى الطرفين.
إجراءات احترازية
أجمعت الأوساط الرسمية الإسرائيلية على قرار الإغلاق ضمن خطة الطوارئ، والبدء بالتخطيط لاستخدام مصادر طاقة بديلة لضمان استمرار أداء القطاع الاقتصادي، واعتماد كل من الفحم والديزل كمصادر بديلة لها.
يهدف هذا الإجراء إلى فرض تنظيم مؤقت بتوزيع الغاز على المستهلكين في حال حدوث أي نقص على المدى الطويل، والذي تبعه قرار وزير الطاقة الإسرائيلي اليوم بالوقف المؤقت لضخ الغاز الطبيعي من حقلي “كاريش ولفياثان” وفق صحيفة “غلوبس” الاقتصادية.
انخفاض توريدات الغاز الإسرائيلي
وضمن إجراءات استمرارية الإمدادات في قطاعي الطاقة والمياه، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية عن افتتاح غرفة عمليات تابعة لقسم الأمن في مقرها الجديد بمدينة القدس.
بالمقابل، سجلت كميات الغاز الطبيعي التي تصدرها إسرائيل إلى مصر تراجعاً كبيراً، مع توقعات أن تؤثر التوترات الأمنية المتصاعدة على استقرار إمدادات الطاقة.
وبدأت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بالانخفاض خلال شهر أيار/مايو الماضي لما يصل إلى 500 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
كما يرجح أن تنخفض كميات الغاز الإسرائيلي الموردة إلى مصر خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس المقبلين لما يتراوح بين 800 و850 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، بينما كانت نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، إثر ارتفاع الاستهلاك المحلي في إسرائيل.
تصعيد عسكري اقتصادي
تشير الأنباء الواردة عن اغتيال إسرائيل لمسؤولين كبار في اليمن وإيران يوم أمس، إلى تصعيد كبير من قبل الطرفين واستهداف مراكز القوة لديهما، وتصفية ما تبقى من حلفاء إيران بالمنطقة.
يرى الصحفي المختص بالشأن السياسي وائل الأمين في حديثه لـ”تفاصيل برس” بأن المنطقة ذاهبة نحو تصعيد خطير على المستوى الاقتصادي يتمثل بإغلاق مضيق هرمز، كما أن استهداف البنية التحتية والاقتصادية الإيرانية ودعم التحركات ضدها، إضافة لدعم تصريحات بنيامين نتنياهو هذا التصعيد، يدعو للوقوف مجدداً أمام تداعيات الحرب على إسرائيل أيضاً، فالمجتمع الإسرائيلي تعرض لضربات قوية غير مسبوقة، باستخدام صواريخ إيرانية مدمرة.
ما قامت به تل أبيب خلال الـ48 ساعة الماضية، كشف قدرتها على الخداع الاستراتيجي والتفوق الاستخباراتي والأمني، إلى جانب بروز إمكانيات إيران العسكرية وفق رؤية الأمين، داعياً الى الاتجاه لاحتواء التصعيد تفادياً لإشعال فتيل الحرب الإقليمية الذي بات وشيكاً وأكثر الاحتمالات الواردة اليوم.
استهدافات مماثلة
تبادلت أطراف الصراع (الإسرائيلي – الإيراني) استهداف حقول الغاز، التي كان آخرها اندلاع حريق في حقل “بارس” الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر الإيرانية (جنوب البلاد) إثر ضربة إسرائيلية للبنية التحتية للطاقة.
كما نقلت القناة (12) الإسرائيلية عن الجيش تهديده باستهداف قادة النظام الإيراني ومرافق البنية الأساسية، وعلى رأسها مصافي تكرير النفط.
كل ذلك يأتي ضمن تحليل تأثير الضربات المتبادلة بين أطراف النزاع العسكري، الذي بات رهن التحولات في مسار الحرب التي لم يستطع أحد توقع نتائجها أو تبعاتها.