علي الجاسم – تفاصيل برس
في تطور غير مسبوق يُنذر بإعادة تشكيل معادلات الردع في الشرق الأوسط، نفّذت الولايات المتحدة فجر اليوم ضربات دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، هي:
فوردو، نطنز، وأصفهان، باستخدام طائرات الشبح B-2، وصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصات، وقنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57.
وفي تصريح رسمي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “المنشآت دُمّرت بالكامل”، واصفًا العملية بأنها ردّ مباشر على التهديد المتنامي من البرنامج النووي الإيراني، ومشيرًا إلى “رسالة واضحة بأن خطوط واشنطن الحمراء لن تُتجاوز دون عقاب”.
تحرّكات سابقة للضربة: ماذا كشفت صور الأقمار الصناعية؟
قناة الجزيرة مباشر كشفت، نقلًا عن شركة Maxar Technologies، أن صورًا التُقطت عبر الأقمار الصناعية يومي 19 و20 يونيو أظهرت نشاطًا غير اعتيادي في محيط منشأة فوردو النووية، بما في ذلك حركة شاحنات ومركبات قرب المدخل الرئيسي.
وبحسب الخبراء، فإن هذا النشاط قد يُشير إلى محاولة إيرانية لنقل مواد نووية حساسة إلى جهة مجهولة تحسّبًا لهجوم محتمل، وهو ما قد يفسر جزئيًا سبب عدم الإعلان عن خسائر بشرية أو تسربات إشعاعية كبيرة حتى الآن.
سيناريوهات ما بعد الضربة: أي ردّ من طهران؟
ما بعد الضربة الأميركية يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات، أبرزها:
1. رد عسكري مباشر يستهدف قواعد أميركية في المنطقة، سواء في العراق أو سوريا أو الخليج.
2. استهداف إسرائيلي مباشر، خاصة منشآت حساسة مثل مفاعل ديمونا، ما قد يؤدي إلى إشعال حرب مفتوحة.
3. اللجوء إلى الحرب الاقتصادية، من خلال تهديد أو إغلاق مضيق هرمز، ما يعني شلّ حركة تصدير النفط العالمي، ودفع الأسواق إلى حالة طوارئ اقتصادية.
4. استخدام وكلاء إقليميين (كحزب الله أو الحوثيين) لضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية بشكل غير مباشر.
وفي ظل تداخل هذه الخيارات، تبرز المخاوف من أن أي خطأ في الحسابات قد يفجّر مواجهة إقليمية كبرى.
إسرائيل على خط النار: إنذار طوارئ شامل واستنفار عسكري:
في مؤشر واضح على حجم الترقب والخوف من الرد الإيراني، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي في بيان رسمي:
“بمصادقة وزير الدفاع وفي ختام تقييم الوضع، تقرر أنه ابتداء من الساعة 03:45فجرًا، سيطرأ تغيير فوري في سياسة الاحتماء للجبهة الداخلية.
نُقلت جميع مناطق البلاد إلى مستوى العمل الضروري فقط، وتم تعليق التعليم والتجمعات، مع إغلاق المرافق غير الحيوية.”
هذه الإجراءات الاستباقية تشير إلى احتمالية هجوم وشيك بصواريخ أو طائرات مسيّرة، رغم أن الرد الإيراني لا يزال غير مُعلن حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ديمونا… الهدف الأخطر
بحسب تقارير دولية، فإن مفاعل ديمونا في صحراء النقب يحتوي على مواد مشعة وإمكانيات بلوتونيوم يُعتقد أنها تُستخدم لأغراض عسكرية. أي استهداف مباشر له قد يُسبب كارثة بيئية وعسكرية كبرى، ويُدخل المنطقة في حالة طوارئ نووية غير مسبوقة.
لكن استهداف ديمونا رغم خطورته يبقى ورقة ردع محتملة من جانب إيران لإحداث توازن نفسي واستراتيجي في مواجهة التفوق الإسرائيلي التكنولوجي والعسكري.
الخاتمة:
تُدخل الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية المنطقة في أخطر لحظاتها منذ سنوات.
المشهد مفتوح على كل الاحتمالات:
من حرب مباشرة أو بالوكالة، إلى أزمة طاقة عالمية إذا تم تهديد مضيق هرمز، وصولًا إلى احتمال نشوب مواجهة نووية صامتة تتجاوز كل الخطوط الحمراء.
الكل بانتظار الرد الإيراني، لكن السؤال الحاسم يبقى:
هل تختار طهران الانتقام التقليدي؟ أم أنها ستلجأ إلى تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط بالكامل؟