وحدة التحقيقات | تفاصيل برس
وصلت إلى قسم التحقيقات في تفاصيل برس، معلومات عن حكم سوري موضوع على قائمة الحكام السوريين المدرجين على اللائحة الدولية، لكن خلف هذا الاسم تثير سيرته الكثير من الجدل والتساؤلات حول صعوده، ودور المحسوبيات في دعمه، بل وتجاوزاته التي يصفها البعض بـ”الانتهاكات الأخلاقية” للمهنة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها تفاصيل برس من مصدر (تتكتّم على ذكر اسمه وصفته لأسباب خاصة) ينتمي إلى عائلة نافذة أمنيًا ورياضيًا، إذ إن والده شغل مناصب حساسة أبرزها فرع فلسطين.
دعم عائلي.. وصعود مشبوه
تشير المصادر إلى أنّ الحكم تخرّج من الأكاديمية التحكيمية بدعم مباشر من عمه، الذي يشغل منصب عميد، والذي شغل سابقًا مناصب رياضية هامة، منها رئاسة لجنة الحكام ونائب رئيس اتحاد الكرة، إلى جانب إدارته لنادي الجيش الرياضي.
وقد مكّن نفوذه من دعم أقاربه في سلك التحكيم، حتى بلغ عدد الحكام الدوليين من عائلته ثلاثة، وسط اتهامات بممارسات ضغط وترهيب وصلت إلى حد “التشبيح اللفظي”، ما جعل كثيرين يتحاشون مواجهتهم أو الاعتراض عليهم.
حماية أمنية لمهام تحكيمية
وفق شهادات من داخل الوسط الرياضي، كان الحكم الذي نتحدث عنه يحظى بمرافقة عناصر أمن عسكري أثناء تنقله بين المحافظات لمهامه التحكيمية، وهو ما عُدّ سابقة في تاريخ التحكيم السوري، ويُعزى ذلك إلى نفوذ والده وعمه في الأجهزة الأمنية.
انسحاب مشبوه قبل سقوط الأسد
قبل نحو أسبوعين من تحرير مدينة حلب، قدّم كتاب اعتذار عن المشاركة في أي نشاط تحكيمي، بحجة التحاقه بـ”كورس تدريبي في روسيا”. إلا أن مصادر ترى أن الخطوة جاءت بقرار من والده، في محاولة للابتعاد عن المشهد قبل انهيار النظام.
عاد الحكم المقصود إلى سوريا بعد فترة وجيزة من التحرير، وشارك في أول اجتماع للحكام بحضور الكابتن جمال الشريف، دون أي مساءلة أو محاسبة على انقطاعه أو مواقفه السابقة، في حين أن زملاءه كانوا يواجهون تحديات يومية من أجل استمرار الدوري وسط ظروف الحرب.
من الخارج.. على اللائحة الدولية
رغم أن لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي تشترط الإقامة داخل البلد والمشاركة في النشاط المحلي كشرط أساسي لبقاء الحكم على القائمة الدولية، إلا أنه لا يزال مدرجًا على اللائحة، رغم إقامته حالياً في الإمارات، وتلقيه مخصصات مالية دون أي نشاط محلي يُذكر.
أسئلة مفتوحة.. ومطالبات بالمحاسبة
يبقى السؤال المطروح اليوم: هل سيبقى هذا الشخص على اللائحة الدولية في شهر أيلول القادم موعد الترشيحات الجديدة؟
وهل ستستمر لجنة الحكام والاتحاد الرياضي العام في تجاهل هذه القضية، ما قد يعده البعض وصمة عار على نزاهة الرياضة السورية؟
رياضيون يطالبون وزارة الشباب والرياضة وكل الشرفاء في القطاع الرياضي، لوضع حد لهيمنة العائلات الأمنية على النشاط الرياضي، وتجنيب الرياضة السورية تركة ثقيلة من المحسوبيات والتسلّط.
في بلدٍ قدّم آلاف الشهداء ومرّ بثورة عظيمة من أجل العدالة والكرامة، لا مكان لمن تلطخت أيدي ذويهم بدم الأبرياء، ولا لمن تسلقوا عبر نفوذ أمني لحصد مكاسب رياضية أو مالية. المطلوب اليوم تطهير الساحة الرياضية من كل من يمثل امتدادًا لتلك المرحلة، وبناء مستقبل شفاف وعادل.


























































































