علي الجاسم – تفاصيل برس
أصدرت محكمة الجنايات العليا الرابعة في ولاية هاتاي، أمس الخميس، حكمها النهائي في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”تعذيب اللاجئين السوريين في مركز كافالجك الحدودي”، والتي تسببت بمقتل لاجئين سوريين وأثارت غضب واسع في الأوساط الحقوقية والإنسانية.
وقضت المحكمة بإنزال عقوبة السجن المؤبد مرتين بحق أربعة من عناصر حرس الحدود التركي، وهم:
- الملازم جيهانغير شين (Cihangir Şen)
- الملازم أول محمد منكشه (Mehmet Menekşe)
- الرقيب محمد سوروجو (Mehmet Sürücü)
- الرقيب مرسل جيلان (Mürsel Ceylan)
وجاء هذا القرار استنادًا إلى شهادات واعترافات رسمية أدلى بها عدد من العناصر والمسؤولين، والتي وثقت تفاصيل الجريمة التي وقعت بتاريخ 11 آذار/مارس 2023، حين تم توقيف تسعة لاجئين سوريين بتهمة عبور الحدود بطريقة غير شرعية، قبل أن يتعرضوا لعمليات تعذيب مروعة داخل خيمة احتجاز قرب مركز “كافالجك” الحدودي.
وبحسب ما ورد في الملف القضائي، فقد تعرض اللاجئون لتعذيب استمر نحو ساعتين ونصف، شمل الضرب بالعصي المعدنية، الركل واللكم، وإجبار بعضهم على شرب مادة المازوت، ما أدى إلى وفاة كل من: عبد الرزاق .ق، وعبد الستار .ح.
وتشير وثائق المحكمة إلى، أن العناصر الأمنية قاموا بنقل جثة “عبد الرزاق” إلى معبر باب الهوى وتسليمه للجانب السوري، فيما جرى دفن جثمان عبد الستار في ساحة خردة قرب المركز الحدودي، في محاولة لإخفاء الجريمة.
أحكام إضافية:
السجن 30 شهرًا لثلاثة من العناصر المتورطين بدفن الجثة، بتهمة طمس الأدلة وإخفائها.
السجن 10 أشهر (خمس مرات) على عنصرين اثنين، بتهمة الاعتداء المتعمد والتسبب بالأذى.
إنصاف جزئي في سجل الانتهاكات
جاءت هذه الأحكام بعد جهود قانونية ومسار طويل من المتابعة والتنسيق مع عدد من المنظمات الحقوقية التركية، وبمشاركة هيئة ادعاء خاصة تم تشكيلها من محامين أتراك عملوا على رصد كافة مسارات المحاكمة وتقديم الأدلة الداعمة لإدانة المتورطين.
وقد اعتُبر القرار بمثابة خطوة مهمة نحو العدالة، و”نصر جزئي” للاجئين السوريين في تركيا، خاصة في ظل الانتهاكات المتكررة التي تعرض لها اللاجئون عند الحدود أو داخل مراكز الترحيل، والتي غالبًا ما كانت تمر دون محاسبة.
وأكد حقوقيون ومحامون يتابعون القضية، أنهم يتابعون بشكل حثيث أي حالات انتهاك مشابهة ويعملون على توثيقها بشكل قانوني لضمان عدم الإفلات من العقاب وترسيخ مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية لكل لاجئ.