رضا بني المرجة – تفاصيل برس
في تطور بارز ضمن مسار العمليات العسكرية المستمرة، أعلنت مصادر إعلامية عبرية، مساء أمس السبت 28 حزيران 2025، عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال استهدفت حكم العيسى، الملقب بـ”أبو عمر السوري”، أحد القادة العسكريين البارزين في حركة حماس ومسؤول منظومة التدريب والتطوير في كتائب القسام، وذلك خلال غارة في قطاع غزة.
ووفقاً لتقارير متطابقة من قناة “كان 11” الإسرائيلية وموقع “حدشوت بزمان”، فإن أبو عمر السوري يعد شخصية محورية في البنية العسكرية لحماس؛ واصفين إياه بـ”المدبر الرئيسي لمجزرة 7 أكتوبر” وفق التوصيف الإسرائيلي للأحداث، وأكد مراسل القناة، نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن العملية استهدفت “شخصية عسكرية رفيعة المستوى من قادة حماس في القطاع”، مشيرين إلى أن “تقييم النتائج النهائية للعملية لا يزال جارياً”.
تكتم واستراتيجية تدريب متقدمة
من جهة أخرى، سلطت تقارير فلسطينية الضوء على الجانب السري لمسيرة العيسى، مشيرة إلى أن اسمه الحقيقي ظل طي الكتمان حتى بعد استشهاده؛ ونقلت هذه التقارير أن أبو عمر السوري، الذي قدم إلى غزة من سوريا عام 2005، كرّس جهوده لبناء القدرات القتالية للمقاومة، واكتسب شهرته من لقبه المستعار، وظلت هويته الحقيقية غير معروفة للعموم.
ووصفته التقارير الفلسطينية بأنه “المهندس الرئيسي لمنظومة التدريب العسكري” في كتائب القسام، حيث أسس منظومة التدريب والتطوير الشاملة وأشرف على إنشاء أكاديمية كتائب القسام؛ ويعتقد أنه أدخل تخصصات عسكرية وفنية متقدمة، وتخرج تحت إشرافه آلاف المقاتلين.
التقارير أكدت أيضا على أنه كان من “القلة المعدودة” التي كان لها “فضل حقيقي وملموس” في التطوير الفني والهيكلي للقسام، ووضع اللبنات الأساسية في خططها الدفاعية، كما كان مشاركاً في التخطيط للعمليات الهجومية الكبرى.
خلفية استراتيجية وتأثير محتمل
تأتي عملية الاغتيال هذه بعد نحو 21 شهراً من اندلاع الحرب، في إطار استمرار العمليات الإسرائيلية المستهدفة للقيادات الميدانية والعقائدية لحماس في القطاع؛ ويعد أبو عمر السوري، بحسب المصادر الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، شخصية محورية في تطوير القدرات القتالية والتنظيمية لكتائب القسام، مما يُشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي أولتها إسرائيل لتصفيته.
وبحسب مصادر إعلامية فلسطينية التي تصف “أبو عمر السوري” ب “أسطورة الظل” فإنه ينحدر من شمال الضفة الغربية، وأقام في الكويت وتنقل بين سوريا ولبنان، وشارك في القتال بسوريا ضد نظام الأسد، وتدرب وأشرف على دورات قتالية في إيران قبل أن يستقر في غزة وينقل خبراته المتقدمة، ويصبح المؤسس الفعلي للمعاهد والكليات العسكرية والاستخباراتية التابعة للقسام.