إبراهيم مخلص الجهني – تفاصيل برس
شهدت أسعار الذهب خلال شهر حزيران تقلبات عديدة، سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي تعكس حالة من عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، إلى جانب حالة عدم الاستقرار والتقلبات الاقتصادية في الداخل السوري، ما أثر بشكل مباشر على سعر الذهب في السوق المحلية.
على الصعيد المحلي
افتتحت أسعار الذهب عيار /21/ قيراط في بداية شهر حزيران عند سعر 875 ألف ليرة سورية، ثم سجلت ارتفاع ملحوظاً بلغ 970 ألف ليرة سورية في 14 الشهر، مع استقرار بسعر الصرف وعدم وجود تغير ملحوظ في أسعار الذهب العالمية آنذاك، وفي نهاية الشهر عاد السعر للانخفاض عن أعلى سعر وصل له، حيث حددت نقابة الصاغة بدمشق سعر غرام الذهب عيار /21/ بـ 930 ليرة سورية.
وبذلك يكون الذهب قد حقق ارتفاع بنسبة 6.29% ما بين سعره بداية الشهر ونهايته، وتعود هذا التقلبات إلى عدد من العوامل، أبرزها ازدياد الطلب على الذهب.
الذهب العالمي
على الصعيد العالمي بدأت أسعار الذهب شهر حزيران عند مستوى 3289 دولار للأوقية في الأول من الشهر، ثم ارتفعت بشكل تدريجي إلى 3371 دولار في الحادي عشر منه، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي وتراجع مؤشرات سوق العمل في الولايات المتحدة، ما زاد من توقعات التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وبحلول التاسع عشر من حزيران بلغ سعر الأوقية 3390 دولار، محققاً أعلى مستوى له خلال الشهر، قبل أن يتراجع في الثلاثين من حزيران إلى 3290 دولاراً، أي بنسبة 0.03 %، متأثراً بتماسك مؤشر الدولار وعودة شهية المخاطرة في أسواق الأسهم العالمية.
تحليل
بالرغم من ارتفاع الأسعار عالمياً، فإن وتيرة الارتفاع المحلي تجاوزت نظيرتها العالمية من حيث النسبة، ما يشير إلى أن السوق السورية تخضع لعوامل داخلية أخرى غير ارتباطها بأسعار الذهب العالمية، فالفجوة المتزايدة بين العرض والطلب، والانخفاض المتسارع في القدرة الشرائية، إضافة إلى شح العملات الأجنبية في السوق، لعبت دوراً رئيسياً في تسعير الذهب محلياً.
في المقابل، يظل الذهب عالمياً مرآة لسياسات البنوك المركزية الكبرى، حيث تتأثر أسعاره بتوجهات الفائدة الأميركية، وحالة الاقتصاد الصيني، والتوترات الجيوسياسية العالمية، ويبقى الذهب ملاذ آمن، سواء في السوق المحلية المثقلة بالعقبات الاقتصادية، أو في السوق العالمية التي تواجه اضطرابات وتوترات جيوسياسية، ومع استمرار العوامل المؤثرة، يبدو أن الذهب سيظل يحتفظ ببريقه في المدى المنظور، في انتظار إشارات أوضح من البنوك المركزية وأسواق المال.