رضا بني المرجة – تفاصيل برس
في ساعات الظهيرة اليوم الأربعاء، أعلنت الشركة السورية للمحروقات، عن إلغاء العمل بالدور الإلكتروني لمادة الغاز ضمن تطبيق (وين) اعتباراً من 5 تموز 2025، لم تكن تلك العبارة مجرد سطر في قرار رسمي، بل كانت بمثابة بشرى للمواطنين الذين ألفوا انتظار رسائل “وين” لشهرين أو أكثر قبل أن يحين دورهم.
فجأةً، تبددت الأوهام الرقمية وطويت صفحة بدأها نظام الأسد البائد في العام 2020، حين ارتبطت البطاقة الذكية بآمال شبه مقننة وعدالة غائبة.
من بشائر البطاقة الطموحة إلى هموم الواقع
عند انطلاق البطاقة الذكية قبل خمسة أعوام، بث القائمون على وزارة النفط والثروة المعدنية آنذاك طمأنينة بأن النظام سيضع حداً لفوضى السوق السوداء؛ اندفعت العائلات لتسجيل بياناتها، أملاً في تنظيم صارم يختصر عناء البحث عن أسطوانة يائسة؛ بيد أن تجاوزات المعتمدين، واختلاف زمن الانتظار بين حي وآخر، محا كثيراً من تلك البشائر.
وانتقلت النقاشات الفيسبوكية إلى خيمة الانتقاد الصريح والاتهام بالفساد الخفي، في زمن كان الانتقاد يعتبر (جريمة إلكترونية).
تسعيرة الغاز في “وين”.. الدولار والليرة تتقاسمان الشاشة
مع إلغاء البطاقة الذكية، يستعد المستخدمون لمشهد جديد في تطبيق “وين”؛ حيث ستعرض أسعار الأسطوانة بالليرة السورية والدولار معاً؛ مدير عمليات الغاز عبد الفتاح الخليل تحدث لصحيفة الثورة بوقت سابق، أن السعر الموحد لكل المحافظات يتيح للمستهلك مقارنة أوضح مع السوق الخارجي؛ وبذلك تتحول الشاشة إلى سجل رقمي للمتغيرات الاقتصادية، تاركةً الباب مفتوحاً للتساؤل عن استقرار السعر في شهور مقبلة.
وفي خضم هذه التغييرات، يترقب المواطنون أول أسطوانة غاز “ما بعد البطاقة الذكية” بكثيرٍ من الفضول والقلق، ويتساءلون ما إذا كانت المرحلة المقبلة ستكتب فعلاً فصلاً أكثر استقراراً في قصة استحقاق أبسط حقوق الطاقة المنزلية.