دير الزور – مؤيد العبد الله – تفاصيل برس
يعاني المستشفى الوطني في الميادين من نقص حاد في الأجهزة الطبية والأدوية الأساسية، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وقدرته على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى. على الرغم من كونه المرفق الطبي الأساسي الذي يخدم آلاف السكان في المدينة وريفها.
الوضع الحالي للخدمات الطبية
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الكوادر الطبية والإدارية، يواجه المشفى الوطني تحديات جمة. تشمل أبرز المشاكل ما يلي: بحسب أحد الأطباء الذي لتقاهم مراسل تفاصيل برس نقص الأجهزة الطبية المتطورة ويفتقر المشفى إلى العديد من الأجهزة التشخيصية والعلاجية الحديثة، مثل أجهزة الرنين المغناطيسي، وأجهزة الأشعة المقطعية المتطورة، وبعض المعدات الجراحية المتخصصة وهذا النقص يجبر المرضى على الانتقال إلى مدن أخرى لتلقي التشخيص أو العلاج اللازم، مما يشكل عبئًا ماديًا ونفسيًا عليهم.
أضافة لشح الأدوية الأساسية التي يعاني المستشفى من نقص مستمر في توفر مجموعة واسعة من الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة، بما في ذلك أدوية الأمراض المزمنة، والمضادات الحيوية، والمستلزمات الطبية الضرورية (مثل المحاقن، والضمادات، والسوائل الوريدية). يؤدي هذا النقص إلى تأخر العلاج أو عدم اكتماله، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
وأشار المصدر إلى تدهور البنية التحتية فتحتاج بعض أقسام المشفى إلى صيانة وتحديث، كما أن هناك حاجة لتحسين شبكات المياه والكهرباء لضمان استمرارية الخدمات.
وهناك ضغط كبير على الكوادر الطبية يؤدي النقص في المعدات والأدوية إلى زيادة الضغط على الأطباء والممرضين، حيث يضطرون للعمل بظروف صعبة وموارد محدودة.
الدكتور غازي الشيخ وهو طبيب جراحة عظمية يعمل في المستشفى الوطني بمدينة الميادين قال لـ تفاصيل برس: “إن الوضع الراهن في المشفى الوطني يثير قلقًا بالغًا. نحن كأطباء نبذل قصارى جهدنا لتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى بالموارد المتاحة لدينا، ولكن نقص الأجهزة والأدوية يعيق عملنا بشكل كبير. على سبيل المثال، نواجه صعوبة بالغة في تشخيص بعض الحالات التي تتطلب فحوصات متقدمة، ونضطر في كثير من الأحيان إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى بعيدة، مما يزيد من معاناتهم وتكاليف العلاج.
كما أن عدم توفر الأدوية بشكل مستمر يؤثر سلبًا على خطط العلاج، حيث نضطر أحيانًا لتغيير البروتوكولات العلاجية أو تأجيلها بسبب نقص صنف معين من الدواء. هذا الوضع لا يؤثر فقط على صحة المرضى، بل يترك أثرًا نفسيًا سيئًا علينا كأطباء، حيث نشعر بالعجز أحيانًا عن تقديم الرعاية الكاملة التي يستحقها المريض.
المستشفى بحاجة ماسة لدعم فوري لتوفير الأجهزة التشخيصية والعلاجية الحديثة، وتأمين مخزون كافٍ من الأدوية الأساسية. إن تحسين هذه الجوانب سيمكننا من إنقاذ المزيد من الأرواح وتقديم خدمات طبية ذات جودة أفضل لأهالي الميادين.”
إن تحسين الخدمات في المشفى الوطني بمدينة الميادين ليس خيارًا، بل ضرورة ملحة لضمان حق المواطنين في الحصول على رعاية صحية لائقة. يتطلب ذلك تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات الحكومية، المنظمات الإنسانية، والمجتمع المحلي، لتوفير الدعم اللازم للمشفى وتمكينه من أداء دوره الحيوي.