رنيم الأحمد – الحسكة – تفاصيل برس
منذ عام 2019، تعيش مدينة الحسكة أزمة مياه خانقة تتفاقم كل صيف، وسط غياب أي حلول جذرية. ومع تزايد درجات الحرارة وتدهور الأوضاع المعيشية، تتعمق معاناة السكان، الذين يضطرون يوميًا للوقوف لساعات أمام نقاط تعبئة المياه أو الآبار القليلة المتبقية في محاولة لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم.
الأزمة لم تعد مرتبطة فقط بندرة المياه، بل زادها تعقيدًا الصراع على إدارتها. إذ يتبادل الطرفان المسؤولان عن تشغيل محطة علوك – “قسد” من جهة، والجهات المدعومة من تركيا من جهة أخرى – الاتهامات بشأن توقف الضخ. فبينما تتهم الإدارة الذاتية تركيا بوقف ضخ المياه من المحطة، تقول الأطراف الأخرى إن “قسد” هي من تقطع التيار الكهربائي، ما يعرقل تشغيلها. وفي ظل هذه التجاذبات، يبقى المواطن هو الضحية الأولى.
ومع استمرار انقطاع المياه، اضطر الأهالي إلى شراءها عبر الصهاريج، التي باتت تمثل عبئًا ماديًا ثقيلًا على كاهلهم، حيث تتراوح أسعارها بين 40 و75 ألف ليرة سورية، في وقت يعاني فيه أغلب السكان من ضيق الحال.
تقول عائشة الخليف، من حي العزيزية: “المنظمات كانت تساعدنا في السابق، لكن معظمها توقفت عن تقديم الدعم. صار تأمين المياه معاناة يومية لا تنتهي”. وتضيف: “كان الهلال الأحمر الكردي يملأ خزانات الأحياء بانتظام، أما الآن، فزياراتهم أصبحت متقطعة. نادرًا ما نرى فرق الصليب الأحمر أو منظمات أخرى.”
وقبل نحو أسبوعين، زار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتحالف الدولي محطة علوك، ما بثّ بصيص أمل في نفوس الأهالي. إلا أن الزيارة انتهت دون نتائج معلنة أو مؤشرات على عودة المياه في القريب العاجل.
في ظل هذه الظروف القاسية، تبقى الحسكة غارقة في العطش، وأهلها في انتظار حل يبدو بعيد المنال، فيما تستمر المعاناة يومًا بعد يوم تحت شمس الصيف الحارقة وظلال الإهمال.