بارعة جمعة – تفاصيل برس
أزمة مياه شديدة وعامة، عقبت انخفاض كميات المياه في حوض نبع الفيجة بريف دمشق الغربي، وتعطل عدد كبير من عنفات الضخ وخروج الكثير من مصادر المياه والآبار عن الخدمة على مدار سنوات.
واقع أكدته المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، مع الإشارة الى تراجع عملية ضخ المياه عبر أنابيب الشبكة الحكومية إلى منازل المواطنين، وتلقيها شكاوى لا تحصى على مدار الساعة جراء انقطاع المياه لفترات طويلة.
واقع مُعاش
مع رحلة المعاناة التي يعيشها المواطن السوري والتي أصبحت جزءاً أساسياً من يومياته، يوضح المدير العام لمؤسسة مياه الشرب في محافظة دمشق وريفها المهندس أحمد درويش في تصريح خاص لـ “تفاصيل برس” واقع مياه الشرب والإجراءات المتخذة من قبلهم للحد من الآثار السلبية لها.
“كل ما يتعلق بتقييم الواقع الحالي لينابيع المياه في سوريا، هو ضمن نطاق عملنا”، بهذه العبارة افتتح درويش حديثه مؤكداً انخفاض كميات البطولات المطرية والثلجية التي تؤثر بشكل مباشر في أزمة المياه اليوم، حيث لم تتجاوز نسبة 30 – 40٪، من المعدلات السنوية.
انعكس التراجع الحاصل في تغذية الينابيع سلباً على غزارة الينابيع وعلى رأسها نبع الفيجة المغذي لمدينة دمشق، والذي يتغذى من حوض الفيجة الذي لم تتجاوز نسبة البطولات المطرية عليه هذا العام 33٪، بالتزامن مع تراجع الهطولات الثلجية، ما أدى لانخفاض غزارة النبع وضعف انتاجيته مقارنة بالسنوات السابقة.
واقع العمل الحالي
ويشير درويش إلى أن نبع عين الفيجة يعمل حالياً بأدنى تصريف له وفق إحصائيات المؤسسة منذ عام 1956، ولغاية اليوم، ما أدى لحدوث نقص في إمدادات المياه الواردة منه للخزانات المركزية في مدينة دمشق وريفها المحيطي، الجهة المستفيدة من شبكة مياه النبع.
ويضيف درويش شارحاً طبيعة عمل المؤسسة وسط هذه الأزمة: ينحصر دورنا كمؤسسة بمتابعة عملية ترخيص أعمال حفر وتشغيل الآبار الخاصة بالتعاون مع هيئة الموارد المائية.
نفي بالمطلق
كثرت الأقاويل والأحاديث اليومية عن مدى سلامة المياه التي تصل للمنازل من التلوث، خاصة بعد رصد المواطنين لبعض العينات شهدت اختلاطات وارتفاع نسبة العكارة فيها.
يؤكد المدير العام لمؤسسة مياه الشرب أن المؤسسة لا تقوم بضخ اي قطرة مياه دون القيام بعملية التعقيم الدائم بمادة الكلور، بالإضافة إلى المتابعة وإجراء الاختبارات الدورية للمياه سواء للمصادر الرئيسية أو النقاط على الشبكة، وذلك في المخبر المركزي التابع للمؤسسة الحاصل على شهادة الآيزو.
ويستدرك درويش.. في بعض الأحيان قد تحدث بعض المشاكل النقطية، التي تتمثل بحدوث اختلاط لمياه الشرب مع مياه الصرف الصحي لعدة أسباب منها: قِدَم الشبكة أو فيضان “ريغارات” الصرف الصحي، وهنا تقوم المؤسسة على الفور باتخاذ تدابير سريعة وصارمة لتحديد وحصر نقطة التلوث أو الاختلاط وقطع المياه عنها لحين إصلاح العطل، وذلك بالتعاون مع الشركة العامة للصرف الصحي.
وفي رد منه على سؤال حول اللجوء للاستيراد المياه المعدنية المعبأة من دول الجوار، نفى درويش بالمُطلق اللجوء لمثل هذا الحل من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب.
ووفقاً لتحذيرات خبراء المياه في المنطقة، تشير التوقعات إلى أن أزمة المياه هذا العام قد تكون من الأشد في السنوات الأخيرة، مع تزايد مخاوف المواطنين من عودة تقنين المياه لساعات طويلة كما حدث في صيف عام 2023.