صفا موسى – تفاصيل برس
تشهد سوريا موجة غير مسبوقة من الحرائق المتنقلة التي اجتاحت خلال أسبوع واحد مساحات واسعة من الغابات، الأشجار المثمرة، والأراضي الزراعية، متسببة بخسائر بيئية وزراعية جسيمة، ودافعةً العديد من السكان للنزوح من المناطق المهددة، في ظل جهود حكومية متواصلة على مدار الساعة للسيطرة على النيران والحد من انتشارها.
وأعلن الدفاع المدني، يوم الجمعة، عن اندلاع سلسلة من الحرائق الواسعة في مناطق عدة من ريف اللاذقية، شملت غابات العطيرة، الريحانية، شلف، وزنزف، وامتدت إلى قسطل معاف، كسب، البسيط، بيت القصير، فرنلق، زغرين، وجبل التركمان. وأكدت الفرق أن مؤازرات انطلقت من محافظتي درعا والقنيطرة لدعم عمليات الإخماد في المناطق المتضررة، ولا سيما قسطل معاف.
من جانبها، أوضحت وزارة الطوارئ والكوارث أن السيطرة على النيران تواجه تحديات كبيرة، نتيجة وعورة التضاريس، وغياب الطرقات وخطوط النار داخل الغابات، إضافة إلى بُعد مصادر المياه، ووجود مخلفات حرب في بعض المواقع، ما يزيد من خطورة العمل ويعيق حركة فرق الإطفاء.
وقال عبد الكافي كيال، مدير مديرية الكوارث والطوارئ في محافظة اللاذقية، إن النيران اقتربت من قرى مأهولة في محيط قسطل معاف، ما اضطر فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى إخلاء بعض القرى القريبة، وسط تحذيرات من انتشار الدخان الكثيف باتجاه القسم الشمالي من جبال الساحل، ومدينة حماة وريفها، وصولاً إلى مناطق جنوبي إدلب.
وفي دمشق، أعلن الدفاع المدني عن اندلاع حريق في منطقة بين مشروع دمر وقصر الشعب، نتيجة احتراق اندلع في مطعم خارجي داخل إحدى الحدائق، وتمت السيطرة عليه دون تسجيل إصابات.
كما شهدت أحراش جبل قاهر في منطقة مصياف غربي حماة تجددًا للحرائق للمرة الثالثة خلال أسبوع، مما استدعى تدخلاً سريعاً من فرق الدفاع المدني لاحتواء الحريق ومنع تمدده نحو الأراضي الزراعية والمناطق السكنية القريبة.
وفي تطور إيجابي، أفادت فرق الإطفاء أنها تمكنت من إخماد أكثر من 90% من الحرائق التي اشتعلت في أحراج بلدة الريحانية بجبل التركمان، وامتدت إلى كنسبا، قنجرة، والدغمشلية في ريف اللاذقية.
ووفقاً لتقارير الدفاع المدني، فإن سوريا سجلت منذ بداية نيسان وحتى نهاية حزيران الماضي 3579 حريقًا في 12 محافظة، ما يشير إلى ارتفاع خطير في معدلات اندلاع الحرائق، ويهدد التوازن البيئي في البلاد.
ويُعد التهديد الأكبر مرتبطًا بوجود مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، التي قد تنفجر بشكل مفاجئ أثناء عمليات الإخماد، مما يشكل خطرًا مباشراً على عناصر الدفاع المدني ويقيّد حركة الآليات. وهو ما يبرز الحاجة الملحة لإزالتها كجزء أساسي من الاستجابة الشاملة لمواجهة الكوارث، وحماية فرق الطوارئ وتعزيز كفاءتها.