بلال الخلف – تفاصيل برس
من أنت؟ نكرةٌ مستعارة، حشرة صوتية خرجت من مجاري جاهلية، تبحث عن وظيفة في سجلّ القتلة، فتقع دائمًا على وظيفة واحدة: ناطق رسمي باسم الجزار.
رأيناك تصرخ على الهواء، تهين شابًا شجاعًا، إعلاميًا حرًّا زار صيدنايا بعد سقوط الصنم، وشاهد بأمّ عينيه ما لا تجرؤ أنت حتى على تخيّله… رآها: الجثث، متكوّمة، عارية، مكسّرة، معلّقة كالخراف، بينما أنت… تتّهم الثوار بأنهم وضعوها!
أي ثوار يا كاذب؟!
من بنى الزنزانات؟ من أمهر في سلخ الجلد؟ من صنع المكابس في باطن الجحيم؟ هل الثوار هم من علّقوا الناس كالذبائح؟ هل هم من زرعوا المسامير في الأجساد؟ أم هو الذي تحجّ له بقلبك: “المقبور” حافظ الأسد ووريثه المخرّف السفّاح؟
تقول صيدنايا فندق؟!
نعم… فندق من جحيم. نجومه خمس: التعذيب، الشبح، الدولاب، التجويع، والخنق.
نعم… فيه خدمات: كسر عظام، اقتلاع أظافر، وحفلات صعق كهربائي.
نعم… فيه نزلاء: ليسوا مجرمين، بل شباب ثاروا، كتبوا، غنّوا، حلموا.
ريكاردو شدياق لم يكتب رواية… دخل بنفسه، دخل المقبرة. أما أنت، فاختبأت كعادتك، خلف شاشة، وميكروفون، ومليون كذبة، وجبن لا يُغسَل.
كل ظهور إعلامي لك صار شتيمة في وجه الشهداء. صار لعقًا بصوتٍ مرتجفٍ لأحذية قتلتنا، ومحاولة يائسة لغسل دمٍ لا يُغسل.
أنتَ لست سياسيًا… أنت مكنسة بائسة، تُجرّ على مذبحة، لتنظف سمعتها أمام جمهور ميت.
أنتَ لست وطنيًا… أنت موظّف نعي، مهمتك أن تقول للناس: “لا جثث، لا مذابح، لا سجون… صدّقوني!”
وأيّ مقاومة تتكلّم عنها؟
هل تقصد محور البراميل و اللطم؟
محور من قَصف حلب ودرعا وإدلب ، وأحرق بيروت، ودمّر صنعاء ، وجهل بغداد؟
محور المقاومة… ضد من؟ ضد الحقيقة؟ ضد كرامة الإنسان؟ ضد رائحة الجثث حين تفضحهم؟!
اسمعني جيدًا يا بوق المقبور:
نحن أبناء الدم، لا تُخفينا صرخاتك،
نحن من رأى الحقيقة بأمّ العين، لا نهاب أصوات الذباب،
نحن لا نبحث عن مقعد في مائدة المستبد… بل نكسر المائدة على رأسه ورأسك.
وختامًا:
لا تصرخ كثيرًا يا وئام…
فالجثث التي رأيناها لم تصرخ، لكنها قالت كل شيء.
وإذا أردت الدفاع عن صيدنايا، فاحجز لك زنزانة، واذهب لتعيش التجربة…

























































































