بارعة جمعة – تفاصيل برس
يرى خبراء اقتصاديون أن الارتفاع الأخير بأسعار الخضار والفواكه بلغ نسبة تتراوح ما بين 10-15%، وإن وصفه التجار بالمحدود، فإنه يضيف عبئاً جديداً على المستهلك السوري، الذي يواجه ضغوطاً معيشية خانقة.
كما أن الموجة الحارّة التي تزور البلاد من يوم الخميس الماضي 7 آب/أغسطس، والتي تستمر حتى يوم الجمعة 15 آب/أغسطس، لم تقتصر آثارها على الإنتاج الزراعي، بل قلّصت أيضاً حجم العرض في الأسواق، ما يدفع الأسعار للارتفاع، في ظل الطلب الثابت أو المُتزايد.
الأسواق السورية
شهدت الأسواق خلال الأيام الماضية ارتفاعاً في أسعار الخضار والفواكه، نتيجة الانخفاض الكبير في الكميات المطروحة، وسط تطمينات من لجنة سوق الهال بأن الوضع الزراعي جيد، وأن الأسعار ستشهد انفراجاً مع بداية الخريف.
وفي رصد لأسعار الخضار والفواكه بمناطق عدة من العاصمة دمشق، سجلت أسعار الخضار الأساسية ما يلي: (الخيار: 7500 ليرة سورية، الكوسا (نخب أول): 9000 ليرة، البندورة: 4000 ليرة، البطاطا: 4500 ليرة، الباذنجان: 3,000 ليرة، الفليفلة الخضراء: 5500 ليرة)، ويرافق هذه الأسعار انخفاض الكميات في سوق الهال بنسبة تصل إلى 50%.
الدولار خارج اللعبة
عضو لجنة سوق الهال بدمشق محمد العقّاد في تصريح خاص لـ “تفاصيل برس” أكد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمحاصيل الصيفية، إثر موجة الحر الأخيرة، مبيناً تراجع الكميات الواردة بنسبة تتراوح بين 40% و50% مقارنة بالأسبوع الماضي، نتيجة جفاف مساحات كبيرة من الأراضي، ولا سيما تلك غير المروية بسبب شحّ المياه.
ويُضيف العقّاد: إن موجة الحر كان لها تأثير على الأسعار، لكن الارتفاع يُعد محدوداً، والدليل أن البطاطا والبندورة ما زالت أسعارها مقبولة.
وعن علاقة ارتفاع الدولار بارتفاع أسعار الفواكه والخضار، أوضح عضو لجنة سوق الهال بدمشق أن المواد المحلية لا تتأثر بتقلبات سعر الصّرف، إذ يتم بيعها وتمويلها بالليرة السورية، بينما المواد المستوردة فقط هي التي تتأثر بالدولار.
المشكلة في نقص المياه
من جهة أخرى، طمأن العقّاد المواطنين بتحسن واقع الزراعة في سوريا، ووصف ذلك بقوله: “هي بحالة جيدة، كما أن الفائض موجود”.
ويستدرك العقاد.. مرجعاً سبب الارتفاع إلى قلة المياه وجفاف بعض الآبار لدى المزارعين، إلى جانب موجة الحر، التي أثرت مؤقتاً على وفرة الخضار والفواكه، مع توقعات بأن يبدأ التحسن في المعروض والأسعار، اعتباراً من شهر أيلول.
الليمون… استيراد إفريقي
وفي رده على سؤال حول الارتفاع الواضح بأسعار الليمون قبل بدء موجة الحر، بيّن العقّاد أن أغلب الكميات المطروحة حالياً مستوردة من إفريقيا، وأن ارتفاع سعره في هذا الموسم أمر معتاد، لكنه أقل من الأعوام السابقة، حيث انخفض من 30 ألف ليرة للكيلو في سنوات سابقة إلى نحو 17 ألف ليرة حالياً، متوقعاً تراجعه فور بدء موسم الإنتاج في الساحل السوري.
بقي أن نذكر أن هذا الارتفاع، ولو كان ظرفياً، قد يدفع شريحة واسعة من المستهلكين لتقليص مشترياتهم من الخضار والفواكه أو البحث عن بدائل أرخص، الأمر الذي ينعكس على حركة البيع، ويضغط على دخل التجار الصغار والمزارعين.


























































































