الأردن – تفاصيل برس
أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، اليوم الأربعاء، حظر جميع نشاطات جماعة “الإخوان المسلمين” في المملكة، واصفاً إياها بـ “جمعية غير مشروعة”.
يأتي هذا القرار الحاسم في أعقاب كشف مخططات إرهابية مزعومة تورط فيها عناصر من الجماعة، حسبما أفادت السلطات الأردنية.
وأكد الفراية أن الانتساب للجماعة أو الترويج لأفكارها أصبح “جريمة يعاقب عليها القانون”، مشدداً على إغلاق أي مكاتب أو مقار تُستخدم من قبل التنظيم، حتى لو كانت مشتركة مع جهات أخرى. كما دعا إلى تسريع مصادرة ممتلكات الجماعة عبر لجنة الحل المختصة.
برر الوزير هذا الإجراء بأن استمرار الجماعة في “ممارساتها” يعرض المجتمع الأردني لمخاطر جمة ويهدد حياة المواطنين. واتهم الجماعة بمحاولة “تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق” من مقراتها بهدف “إخفاء نشاطاتها وارتباطاتها المشبوهة”، إلى جانب ضبط عملية تصنيع متفجرات كان يخطط لها نجل أحد قيادات “الإخوان” لاستهداف “مواقع حساسة”. وأشار إلى تورط عناصر من الجماعة في “العمل السري” و”زعزعة الاستقرار” عبر اختراق المنظومة الأمنية.
ويأتي هذا الحظر بعد نحو أسبوع من إعلان المخابرات العامة الأردنية عن إحباط مخططات قالت إنها كانت تستهدف “المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب” داخل البلاد، حيث تم القبض على 16 شخصاً ضالعاً فيها.
وكشفت التحقيقات عن قضايا تتعلق بتصنيع صواريخ باستخدام أدوات محلية ومستوردة، وحيازة متفجرات وأسلحة نارية، وإخفاء صاروخ جاهز للاستخدام، بالإضافة إلى مشروع لتصنيع طائرات مُسيّرة وتجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وخارجها. وكشف تحقيق أمني عن تورط إبراهيم محمد، المنتمي لـ”الإخوان”، في قيادة خلية بدأت نشاطها منذ 2021 لتنفيذ هجمات.
وقد عرض التلفزيون الأردني تقريراً مصوراً يربط بين هذه المخططات وجماعة “الإخوان المسلمين”، مشيراً إلى أن الفكرة الأولية لتصنيع الصواريخ طرحها شخص ينتمي للجماعة.
يُذكر أن السلطات الأردنية كانت قد أعلنت في أيار الماضي عن إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى خلية داخل المملكة، وقالت إن “ميليشيات” مدعومة من دولة لم تسمها تقف وراءها. وبعد ساعات من هذا الإعلان، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أردنية أن الأسلحة هُربت من سوريا بواسطة ميليشيات مدعومة من إيران، وكان من المقرر تسليمها إلى خلية تابعة لجماعة “الإخوان المسلمين” في الأردن على صلة بالجناح العسكري لحركة “حماس”.
بعث القرار برسالة واضحة بتصعيد المواجهة مع أي نشاط يُعتبر تهديداً للأردن، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة. وتأكيداً على أن “اليد الأمنية ستطول كل من يعبث بالاستقرار”، وفق تعبير الفراية.