خاص- تفاصيل برس
في أعقاب الضجة التي أثارتها المعلومات التي نشرها “تفاصيل برس” حول إدخال شركة سورية كوسيط ضمن مذكرة تفاهم موقعة بين وزارة الاتصالات وشركة عربية، جاء رد الوزارة سريعاً ونافياً بشكل قاطع أي صلة بالجهات أو الأسماء التي وردت في التقرير، ومؤكداً التزامها بالشفافية والأصول القانونية.
وشددت الوزارة في بيانها على أن ما نشر ادعاءات عارية عن الصحة، وأكدت أن بابها مفتوح لتلقي الشكاوى والمقترحات والتحقيق في أي خرق إن ثبت، كما دعت وسائل الإعلام إلى تحري الدقة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، في إطار مسؤولية وطنية وأخلاقية.
لكن الرد، رغم أهميته في ضبط التفاعل الرسمي مع قضية رأي عام، فإن الرد لم يجب على عدد من التساؤلات الجوهرية التي أثارها تقرير “تفاصيل برس”، ولا سيما ما يتعلق بمن يقف فعلياً خلف الشركة الوسيطة، وما إذا كانت وزارة الاتصالات قد قامت بإجراءات تحقق اعتيادية كما هو معمول به في التعاقدات السيادية.
واعتمد رد وزارة الاتصالات صيغة النفي الشاملة، دون الدخول في تفاصيل العملية التعاقدية التي جرت، ولم يوضح إن كانت الجهة الوسيطة قد فرضت على الاتفاق بعد توقيعه، أو إن كانت جزءاً من هيكل الاتفاق منذ البداية.
ويشار إلى أن “تفاصيل برس” تحدث عن شركة عربية فوجئت عند توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الاتصالات، بإدخال شركة سورية كوسيط لتقديم خدماتها ضمن إطار الاتفاق، وتعود ملكية الشركة الوسيطة لأسماء سورية عدة، بينها: وائل الشطي، طلال شرابي، همام عبد ربه، فادي نصار، وعبد الفتاح المؤنث.
لكن ما لم يكشف أن شركة الوساطة هي واجهة لشخصيات ذات صلات عميقة بنظام الأسد، من بينهم محمد إياد غزال “محافظ حمص الأسبق”، علاء هلال، وفارس كلاس المعروف بلقب “صبي القصر المدلل”، وجميعهم من المقرّبين لنظام الأسد ومن المتهمين بالمشاركة في قمع الحراك الشعبي خلال السنوات الماضية.
“تفاصيل برس” ومن خلال طرحها للملف تثير التساؤلات حول مدى معرفة وزارة الاتصالات بخلفية شركة الوساطة السورية ومن يقف خلفها، ومن الواضح بأن رد وزارة الاتصالات لم يجب على هذه التساؤلات.
ومن مبدأ المهنية الصحفية ننشر هنا رد وزارة الاتصالات بالكامل، ونشكرها على ردها وإن كانت لم توضح حقيقية العقد المذكور، بانتظار التزامها بالشفافية التي أكدت عليها.
رد وزارة الاتصالات
- أعلنت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات أنه إزاء ما يُتداول عبر بعض المنصات حول مزاعم بوجود تدخلات من جهات خاصة في عملها، أو توقيع عقود جديدة مع جهات عربية أو أجنبية، تؤكد الوزارة أن هذه الادعاءات عارية تماماً عن الصحة، ومنفية جملةً وتفصيلاً، ولا علاقة لها إطلاقاً بالجهات المذكورة.
- سوريا بدأت عهداً جديداً، وتدير الوزارة أعمالها وعلاقاتها مع أي جهة داخلية أو خارجية بشفافية ووفق الأصول القانونية والأنظمة النافذة، وتشدد في تعاملاتها على ضرورة إخطارها فوراً بأي محاولة تدخل غير مشروع.
- دعت الوزارة، المعنيين بالشأن العام والمؤثرين إلى ممارسة دورهم بمسؤولية وطنية وأخلاقية، من خلال تحري الدقة، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وتجنب الانجرار وراء الشائعات والأخبار الكاذبة.
- أكدت الوزارة أن بابها مفتوح لتلقي أي استفسار أو مقترح أو شكوى، وفي حال توافر أي معلومات موثوقة حول محاولات تدخل أو تجاوز، يمكن تقديمها مباشرة إلى مكتب وزير الاتصالات وتقانة المعلومات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
شركة سورية مرتبطة بأسماء جدلية تتوسط في اتفاق تقني مع وزارة الاتصالات